«أبطال آسيا»: الهلال والعين... مَن يضع قدماً في النهائي الكبير؟

16/4/2024
المصدر-جريدة الشرق الاوسط


يتأهب فريق الهلال لإكمال مشواره المثالي في الموسم الرياضي الحالي وذلك عندما يحل ضيفاً على نظيره فريق العين الإماراتي في ذهاب دور نصف نهائي بطولة دوري أبطال آسيا على استاد هزاع بن زايد بمدينة العين الإماراتية.

ومَنع إغلاق الأجواء في العاصمة الأردنية عمان طاقم التحكيم الأردني بقيادة أدهم مخادمة، من السفر إلى أبوظبي، حيث بذل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم جهوداً لضمان وصولهم، حيث تأخر موعد السفر المحدد ظُهر أمس على أمل المغادرة ليلة البارحة، حسب مصادر «الشرق الأوسط».

ويطمح فريق الهلال الذي تُوِّج مؤخراً بلقب كأس الدرعية للسوبر السعودي، إلى تسهيل مهمته قبل لقاء الإياب في الأسبوع المقبل الذي سيقام في العاصمة الرياض، خصوصاً مع تتابع المباريات وضغطها على الأزرق العاصمي الذي سيواجه نظيره فريق الأهلي قبل لقاء الإياب في الدوري السعودي للمحترفين.

ولم يعرف العين طعم الفوز في آخر 4 مباريات في المسابقات كافة (هزيمتان وتعادلان)، في الوقت الذي تابع الهلال سلسلة انتصاراته الأطول في تاريخ كرة القدم بالوصول إلى الفوز الرقم 34 توالياً في جميع المسابقات.

ويعرف العين والهلال كلاً منهما الآخر جيداً، حيث التقيا في المسابقة 14 مرة، فتبادلا الفوز بستة انتصارات لكل منهما وتعادلا مرتين علماً بأن العين لم يخسر أمام الأزرق على أرضه سوى مرة واحدة.

ويأمل الفريق الإماراتي أن يضم الهلال إلى قائمة ضحاياه من الأندية السعودية في النسخة الحالية، بعدما فاز على الفيحاء ذهاباً 4 - 1 وإياباً 3 - 2 في دور المجموعات، قبل تخطي النصر.

وعاد العين بقوة إلى البطولة الآسيوية هذا الموسم بعد غياب نسختين توالياً، وتأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2016 على حساب النصر بعد فوزه عليه ذهاباً 1 - صفر ثم إياباً بركلات الترجيح 3 - 1 بعد خسارته في الوقتين الأصلي والإضافي 3 - 4.

لكن بعد إقصائه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وزملاءه، عانى العين من تراجع في مستواه حيث لم يفز سوى مرة واحدة خلال خمس مباريات خاضها منذ 11 مارس (آذار)، وودّع كأس الإمارات بعد خسارة مفاجئة أمام اتحاد كلباء.

يدخل الفريق الذي يتولى قيادته البرتغالي خورخي خيسوس، المباراة وهو مفتقر للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي تعرض لإصابة غيَّبته عن الفريق في الأسبوعين الماضيين، وكذلك سيغيب عن مواجهتي العين الحاسمة، إلا أن كتيبة المدرب خيسوس لم تبدُ في تأثر كبير لذلك، إذ يتميز الهلال بكثرة عدد اللاعبين المسجلين للأهداف.

يدرك الهلال صعوبة المهمة خصوصاً أن العين دائماً ما يظهر بشكل مثالي على أرضه، إلا أن التميز الكبير الذي بات عليه الأزرق العاصمي قد يحدّ من هذا التميز حتى وإن أُقيمت المباراة في مدينة العين.

سيعمل البرتغالي خيسوس المدير الفني للأزرق العاصمي على تجنب فريقه مرحلة الإرهاق الذهني خصوصاً بعد أن خاض الفريق مباراتي النصر ثم الاتحاد في بطولة كأس الدرعية للسوبر السعودي، قبل أن يخوض لاعبوه المواجهة الحاسمة أمام العين وبعدها الأهلي ثم العين مجدداً في لقاء الإياب.

يعوِّل الأزرق على القدرات الفردية الهجومية التي يتميز بها سالم الدوسري والبرازيلي مالكوم، إضافةً إلى الصربي سافيتش وذلك في القدرة على صناعة خطورة كبيرة على مرمى فريق الخصم وإمكانية هز الشباك في أي وقت من أوقات المباراة، خصوصاً في ظل التألق الكبير الذي يعيشه الثنائي سالم الدوسري والبرازيلي مالكوم مؤخراً.

من المتوقع أن يواصل المدرب خيسوس بالقائمة التي خاض بها مباريات دور ربع النهائي، وذلك بحضور محمد العويس بديلاً لياسين بونو في حراسة المرمى والاعتماد على الخماسي الأجنبي: كوليبالي، وروبين نيفيز، والصربي سافيتش، والثنائي البرازيلي مالكوم وميشايل ديلغادو، وذلك في ظل غياب ميتروفيتش، مما يعني خروج الثنائي ياسين بونو والبرازيلي لودي من القائمة الزرقاء في المواجهة الحاسمة.

يعيش فريق الهلال تناغما كبيراً بين خطوطه ويظهر منتصف الميدان بصورة أكثر تجانس في ظل وجود الثنائي روبين نيفيز وسافيتش، وقدرتهما على الربط بسلاسة بين الخطوط الدفاعية والهجومية ونقل الكرة إلى المقدمة، أو حتى افتكاكاها في الحالة الدفاعية والحد من خطورتها قبل الاقتراب من خط الدفاع الذي يتميز أيضاً بوجود الثنائي علي البليهي وكوليبالي.

أما فريق العين الإماراتي، فيدخل اللقاء بدافع أنه صاحب الأرض، ويسعى لتسجيل نتيجة إيجابية منتشياً بفوزه على النصر السعودي وإقصائه من البطولة القارية رغم امتلاكه الكثير من النجوم الذين يأتي في مقدمتهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ينتعش فريق العين بعودة هداف الفريق ومهاجمه لابا الذي غاب عن تمثيل الفريق في دور ربع النهائي بداعي الإصابة، حيث سيمثل وجوده نقطة قوة إضافية للفريق الذي يملك أيضاً اللاعب المغربي سفيان رحيمي الذي تألق كثيراً في المباريات الماضية.

ونفى مدربه الأرجنتيني هرنان كريسبو أن يكون فريقه قد شعر بالنشوة بعد التأهل على حساب النصر المدجج بالنجوم.

وقال كريسبو بعد التعادل مع الجزيرة 2 – 2، الخميس، في الدوري ليتراجع إلى المركز الثالث بفارق 12 نقطة عن الوصل المتصدر، إن «مباراتي ربع النهائي ليستا سبب تراجع النتائج، بل ضغط جدول المباريات، لأنه لا توجد لدينا مساحة من الوقت لتصحيح الأخطاء».

وكشف عن أن المهاجم المغربي سفيان رحيمي الذي غاب أمام الجزيرة بسبب الإصابة «سيكون جاهزاً لمباراة الهلال، وهو لاعب مهم بالنسبة لنا».

كان رحيمي أحد نجوم مباراتي ربع النهائي أمام النصر بتسجيله ثلاثة أهداف، ليشارك الصربي ألكسندر ميتروفيتش (الهلال) والبرازيلي كريزان دا كروز (شاندونغ تايشان الصيني) صدارة الهدافين برصيد 8 أهداف.

وسيشكل رحيمي والباراغوياني أليخاندرو روميرو «كاكو» ثلاثي خط الهجوم مع العائد التوغولي كودجو لابا الذي غاب عن المباراتين الأخيرتين قارياً بسبب الإصابة.

وسجل رحيمي 8 أهداف مكَّنته من الصعود إلى القائمة التي تضم عدداً من الأسماء التي تملك الرصيد التهديفي نفسه في صدارة ترتيب هدافي النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال آسيا.

ستمثل مشاركة الثنائي رحيمي ولابا مصدر إزعاج كبير لدفاعات فريق الهلال، حيث يملك رحيمي في رصيده 8 أهداف من بينها 3 أهداف في شباك النصر خلال مواجهة دور ربع النهائي، إلا أن النجم المغربي لم يتحدد موقفه في المشاركة رغم تأكيدات الأرجنتيني هيرنان كريسبو مدرب فريق العين، جاهزيته، وذلك بعد الإصابة التي تعرَّض لها في الدوري المحلي.

يضع العين ثقله في البطولة القارية ويبحث عن استعادة الصعود إلى منصة التتويج بعد غيابه الطويل عن لقب البطولة الذي سبق له أن حققه مرة وحيدة في 2003، وغاب بعد ذلك عن تحقيق اللقب.

يملك العين عدداً من الأسماء المميزة في صفوف الفريق يتقدمهم ثلاثي المقدمة كاكو وسفيان رحيمي ولابا، مما سيجعل المهمة الدفاعية لفريق الهلال تبدو مضاعفة للحد من خطورتهم وتقليل وصولهم إلى منطقة الجزاء، في حين يملك الفريق الحارس خالد عيسى الذي يعد إحدى نقاط قوة فريق العين الإماراتي.